من المفارقات العجيبة في حياتنا أننا نقضي أكثر من 12 عامًا في التعليم المدرسي، نتعلّم خلالها كل شيء… إلا المال.
في صناع المال، نطرح السؤال الجوهري: لماذا لا نتعلّم كيف ندير مواردنا المالية منذ الصغر؟
ما الذي يجعل “المال” موضوعًا مهمّشًا في المناهج رغم أنه أحد أهم محاور الحياة؟
وهل يمكن تعويض هذا النقص في وقت لاحق؟
في هذا المقال، نغوص في جذور المشكلة… ونقدّم لك الحل.
1. المال ليس مجرد أرقام
في المدرسة، نتعلم الجمع والطرح، لكن لا نتعلم كيف ندير راتبنا.
نتعلم الهندسة، لكن لا نعرف كيف نضع ميزانية.
والسبب؟ لأن التعليم التقليدي يفصل بين “المعرفة النظرية” و”مهارات الحياة”، رغم أن المال موجود في كل قرار نتخذه يوميًا:
ماذا نشتري؟ كيف نوفّر؟ متى نستثمر؟ وكيف نحمي أنفسنا من الديون؟
2. لماذا تتجاهل المدارس تعليم المال؟
🔹 النظام التعليمي تقليدي
المناهج وُضعت لعالم صناعي قديم… حيث الهدف من التعليم هو تأهيلك للوظيفة فقط، وليس لحياة مالية متكاملة.
🔹 غياب الكفاءة لدى المعلمين
كثير من المعلّمين أنفسهم لا يملكون ثقافة مالية كافية لنقلها للطلاب.
🔹 المال موضوع “محظور” اجتماعيًا
في بعض المجتمعات، الحديث عن المال يُعدّ من الأمور “الوقحة” أو “الطماعة”، فيُجنّب الجميع التطرق له.
🔹 غياب الضغط من أولياء الأمور
لأنهم لم يتلقّوا تعليمًا ماليًا، فلا يُطالبون به.
3. ماذا يحدث عندما لا نتعلّم المال مبكرًا؟
- نقع في الديون بسهولة
- نستهلك أكثر مما ننتج
- نعيش تحت ضغط مالي مزمن
- نفتقد رؤية واضحة للمستقبل
- نظل نعمل من أجل المال… بدل أن نجعله يعمل لأجلنا
وهذا بالضبط ما يحدث مع الغالبية.
4. كيف تعوّض ما لم تتعلمه في المدرسة؟
في صناع المال، نؤمن أن التعلّم الذاتي اليوم لم يعد خيارًا… بل ضرورة. وإليك خارطة الطريق:
🔹 ابدأ بالأساسيات
افهم مفاهيم مثل الميزانية، الطوارئ، الديون الجيدة والسيئة، الفائدة المركبة، والادخار.
🔹 اقرأ كتب الثقافة المالية
ابدأ بكتب مثل: «الأب الغني والأب الفقير»، و«العادات المالية للناجحين».
🔹 تابع مصادر موثوقة بانتظام
منصات مثل صناع المال تقدم محتوى عربي محدث يفيدك على مدار الأسبوع.
🔹 طبّق ما تتعلّمه مباشرة
لا تؤجل التطبيق، جرّب إدارة ميزانية صغيرة، أو استثمر مبلغًا رمزيًا، أو تحدّ نفسك في تقليل نفقاتك.
🔹 تعلّم من أخطائك المالية
الفشل المالي ليس نهاية الطريق، بل مدرسة لا تقدّمها المناهج.
5. ماذا لو بدأ الجيل القادم بتعلّم المال مبكرًا؟
سيكبرون وهم:
- يعرفون الفرق بين الاستهلاك والاستثمار
- يتخذون قرارات مالية بعقل لا بعاطفة
- يبنون استقلالهم المالي في عمر أصغر
- ينشئون مشاريع بدل انتظار الوظيفة
- يغيّرون مستقبل أسرهم ومجتمعاتهم
وهذا هو التغيير الحقيقي الذي نحتاج إليه.
الخلاصة: المال مادة حياة… لا يجب تأجيل تعلّمها
إذا كانت المدارس لن تدرّسه… فليكن قرارك الشخصي أن تتعلّمه.
لأن الوعي المالي هو السلاح الصامت في معركتك مع الحياة.
وفي صناع المال، نؤمن أن من يتقن المال، يتحكّم في حياته، قراراته، ومستقبله.
لا تنتظر أن يُدرّس المال في المدرسة…
ابدأ أنت اليوم.