بيل غيتس Bill Gates

بيل غيتس هو قطب الأعمال الأمريكي، ومطور البرامج والمستثمر البارع، وأحد مؤسسي شركة مايكروسوفت، وأحد أشهر رواد الأعمال في ثورة التكنولوجيا والحوسبة الصغيرة، كما كان متصدرًا في قائمة أغنياء العالم، فسنتحدث في موضوعنا هذا في صناع المال عن بيل غيتس وفطنته التجارية ومرونته اللامحدودة لإيجاد طرق مبتكرة في التعامل مع أجهزة الكمبيوتر الإلكترونيات، كاستجابة للاهتمام بالعالم الافتراضي.

من هو بيل غيتس؟

بيل غيتس

ولد ونشأ في واشنطن في 1975م، وأول برنامج برمجي لغيتس كان في عمر الثالثة عشر مما يدل على فطنته المبكرة.

حصل على الدكتوراه الفخرية من:

  • المعهد الملكي للتكنولوجيا في 2002م.
  • جامعة نينرود للأعمال في 2003م.
  • جامعة واسيدا في عام 2005م.
  • جامعة هارفارد في عام 2007م.
  • معهد كارولينسكا في 2007م.
  • جامعة كامبريدج في عام 2009م.

إن نجاح غيتس الاستثنائي ضمن له مكانًا مرموقًا بين الأمريكيين العظماء، وضمن له مكانة عالمية بين أغنى رجال الأعمال.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على سيرة: جيم والتون

بداية مايكروسوفت

بعد قيام الزميلين غيتس وألين بتطوير محاكي Altair ليعمل على كمبيوتر صغير ثم كمترجم، نال غيتس إجازة من جامعة هارفارد للعمل في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في عام 1975م.

أطلق ألين على شراكتهما اسم Micro-soft أي مزيج ما بين الحواسب الصغيرة والبرمجيات.

قام غيتس وألين بتسجيل الاسم التجاري مايكروسوفت رسميًا لدى سكرتير ولاية نيو مكسيكو في نوفمبر 1976م، وانتقلت الشركة إلى واشنطن في 1979م.

كانت شركة IBM هي المورد الرئيسي لمعدات الكمبيوتر للمؤسسات التجارية في هذا الوقت، فقامت بالاتصال بشركة مايكروسوفت بخصوص برنامج كمبيوتر شخصي جديد وهو IBM PC.

اقترح غيتس وألين على شركة IBM استخدام نظام تشغيل DOS-86 وهو نظام يُنسب ل “بات رسون” من شركة سياتل لمنتجات الكمبيوتر، فعقدت مايكروسوفت صفقة مع سياتل لتكون وكيل الترخيص الحصري لنظام التشغيل DOS-86، ثم المالك الكامل لها فيما بعد.

قامت مايكروسوفت بتسليم نظام التشغيل لشركة IBM مقابل رسوم لمرة واحدة قدرها 50 ألف دولار أمريكي، وتعتبر الرسوم قليلة نسبيًا لكن المكانة التي اكتسبتها شركة مايكروسوفت من خلال اعتماد شركة IBM لنظام التشغيل الخاص بها كان كفيلًا ليكون نقطة التحول والانطلاق.

أشرف جيتس على إعادة هيكلة شركة مايكروسوفت في 1981م، بإعادة تأسيسها في واشنطن، وكان هو رئيسًا لها وألين نائبًا له.

المسيرة المهنية في مايكروسوفت

شغل بيل غيتس عدة مناصب منها رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي، حتى تنحى عن منصب المدير التنفيذي في 2000م وأبقى على كونه رئيس مجلس الإدارة، بالإضافة إلى أنه كبير مهندسي البرمجيات في الشركة.

كما أنه أكبر مساهم فردي في الشركة حتى عام 2014م، وقد شارك في تأسيس مايكروسوفت مع صديق طفولته “بول ألين” والتي أصبحت بعد ذلك أكبر شركة برمجيات كمبيوتر في العالم.

أطلقت شركة مايكروسوفت أول نسخة تجزئة من Microsoft Windows في 20 نوفمبر 1985م.

تولى غيتس المسئولية الأساسية عن استراتيجية منتجات مايكروسوفت منذ تأسيسها وحتى عام 2006م.

خلال السنوات الأولى للشركة كان بيل غيتس مطور برامج نشط خاصة في منتجات لغة البرمجة الخاصة بالشركة، ولكن دوره الأساسي في تاريخ الشركة يعتبر كمدير ورئيس تنفيذ.

عندما أعلن عن برنامج Microsoft Excel قال عنه جيري بورنيل أنه يحب البرنامج كثيرًا لأنه اختراق مميز في عالم التكنولوجيا وليس فقط لأنه سيعود عليه بالنفع المادي.

في أواخر التسعينيات، تعرض غيتس لانتقادات بسبب تكتيكاته التجارية التي تم اعتبارها مناهضة لعملية المنافسة.

في فبراير عام 2014م، تنحى غيتس عن منصبه كرئيس لشركة مايكروسوفت ليصبح مستشار تكنولوجي في نفس وقت كونه الرئيس التنفيذي Satya Nadella.

أعلن غيتس في عام 2020م، أنه سيترك منصبه في مجلس إدارة شركة مايكروسوفت، فكان غرضه من ذلك التركيز على مساعيه الخيرية بما فيها تغير المناخ والصحة العالمية والتنمية والتعليم.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على سيرة: أليس والتون

الاهتمام بالطاقة

يعتبر غيتس أن الوصول العالمي للطاقة وقضية تغير المناخ من القضايا الحاسمة على مستوى العالم، وقام بحث الحكومات والقطاع الخاص على الاستثمار في البحث والتطوير لجعل الطاقة (أنظف، وأكفأ، وأرخص).

يتصور غيتس أن الابتكار الخارق في تكنولوجيا الطاقة المستدامة يمكن أن يؤدي إلى خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري والفقر، وتحقيق فوائد اقتصادية من خلال تثبيت الأسعار الخاصة بالطاقة.

في عام 2015م كتب غيتس عن التحدي المتمثل في تحويل نظام الطاقة في العالم من نظام يعتمد بشكل أساسي على الوقود الحفري إلى نظام قائم على مصادر الطاقة المستدامة.

بالتالي قام بتشجيع التمويل الحكومي للبحوث الأساسية واستثمارات القطاع الخاص، لتمكين الابتكار في مجالات متنوعة مثل الطاقة النووية وتخزين طاقة الشبكة لتسهيل زيادة استخدام الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.

قام بيل غيتس بالإعلان عن مبادرتين في منظمة الأمم المتحدة في مؤتمرها لتغير المناخ العالمي في 2015م بباريس:

  • تعهدت 20 حكومة وطنية بمضاعفة إنفاقها على البحث والتطوير من أجل طاقة خالية من الكربون على مدى خمس سنوات.
  • تأسيس شركة الطاقة المبتكرة الناشئة “اختراق الطاقة” واستثمر فيها مليار دولار من أمواله الخاصة، مع مجموعة من المستثمرين الذين وافقوا على التمويل في تقنيات الطاقة النظيفة.

ثروة بيل غيتس

في عام 1987م تم إدراج غيتس كملياردير في قائمة فوربس الأمريكية لأغنى 400 شخص في الولايات المتحدة الأمريكية، فكانت ثروته وقتها 1.25 مليار دولار.

أدرجته قائمة فوربس الأمريكية كواحد من أغنى أثرياء العالم، وكان ذلك في خلال 1995م إلى عام 2017م حصل فيها على لقب فوربس لأغنى شخص في العام باستثناء أربع سنوات منها.

وفقًا لمؤشرات قائمة بلومبرج للمليارديرات، كان غيتس هو الملياردير الأعلى دخلًا في العالم في عام 2013م، حيث زاد صافي ثروته بمقدار 16 مليار دولار أمريكي إلى 78.5 مليار دولار أمريكي.

في يناير2021م كانت ثروته الصافية تقدر بحوالي 163 مليار دولار أمريكي، الأمر الذي جعله ثالث أغنى شخص في العالم.

غالبية ثروة غيتس مستمدة من Cascade Investment الشركة القابضة التي أنشأها من عائدات مبيعات أسهم مايكروسوفت.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على سيرة: سليمان بن عبد العزيز الراجحي

مؤسسة بيل وميليندا غيتس

قال غيتس في إحدى استضافاته أن “الثروة الكبيرة تأتي بمسئولية كبيرة وهي رد الجميل للمجتمع، والتأكد من إعادة العوائد بأفضل طريقة ممكنة للمحتاجين، فهذا هو ترتيب الأولويات”.

في يونيو عام 2006م أعلن غيتس أنه سينتقل إلى وظيفة بدوام جزئي في شركة مايكروسوفت، أما دوامه الكامل سيكون في مؤسسة (بيل وميليندا جيتس) تلك المؤسسة الخيرية الخاصة التي أنشأها هو وزوجته في عام 2000م.

تم تنظيم المؤسسة في عدة مجالات:

  • قسم التنمية العالمية.
  • قسم الصحة العالمية.
  • قسم الولايات المتحدة الأمريكية.
  • قسم السياسة العالمية والدعوة.
  • برامج اللقاحات والأدوية.
  • تدعيم المنح الدراسية والمعاهد والمكتبات التعليمية.

تعتبر مؤسسته تلك أكبر وأغنى مؤسسة خيرية خاصة في العالم، وكان هو وزوجته ثاني أكثر فاعلي خير سخاءً في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث تبرعا بأكثر من 28 مليار دولار للجمعيات الخيرية، علاوةً على أنهما يخططان في النهاية بالتبرع ب 95% من ثروتهما للأعمال الخيرية.

قدم بيل مبالغ طائلة للاهتمام ببرامج البحث العلمي للعديد من المنظمات الخيرية.

كما أنه تعهد وغيره من المليارديرات بالتبرع بما يقل عن نصف ثروته للأعمال الخيرية.

تبرع هو وصديقه ألين بالملايين إلى مدرسة طفولتهما ليكسايد، كما قام غيتس بالتبرع من خلال مؤسسته بمبلغ 20 مليون دولار لجامعة “كارنجي ميلون” لبناء مبنى جديد يسمى مركز غيتس لعلوم الكمبيوتر، والذي تم افتتاحه في عام 2009م.

تعهد بدفع 50 مليون دولار لصندوق Dementia Discovery Fund وهو صندوق يجمع رأس المال الاستثماري لعلاج مرض الزهايمر، وإجراء أبحاث حول المرض.

كما وزع غيتس 600 ألف دولار من خلال مؤسسته عبر منظمة اليونيسف التي تساعد الضحايا المتضررين من فيضانات الهند.

منذ تفشي فيروس كورونا، منحت المؤسسة مباشرة 250 مليون دولار لتمويل تجارب اللقاحات، وتطوير أدوات الاختبار والبحوث الطبية.

استثمارات بيل غيتس

اعتبارًا من عام 2014م كانت معظم أصول أسهم غيتس مملوكة للشركة التي يمتلك من خلالها حصصًا في العديد من الشركات، بما فيها For Seasons وشركة Hotels and resorts وشركة Corbis Corp غيرها، وهي شركة (كاس كيد) للاستثمار.

يمتلك غيتس حصة بنسبة 16% في التداول في بورصة نيويورك.

يعد أكبر مساهم منفرد في أسهم CN وهي شركة السكك الحديدية الوطنية الكندية من الدرجة الأولى.

كان غيتس أحد مؤسسي مشروع شركة Eclipse Aviation وهي الشركة المصنعة للطائرات الخفيفة.

يعتبر غيتس داعمًا ماليًا كبيرًا في شركة EarthNow وهي شركة ناشئة مقرها سياتل تهدف إلى تصوير الأرض عبر الأقمار الصناعية.

أسس شركة Corbis المعروفة الآن بشبكة الترفيه ذات العلامات التجارية، وهي شركة تقوم بخدمات ترخيص وحقوق رقمية.

أزاد غيتس حصته من 10% إلى 25% في عام 2012م في شركة Ecolab وهي تعتبر المزود العالمي لتقنيات وخدمات المياه والطاقة لأسواق الغذاء والطاقة والرعاية الصحية.

شارك غيتس بتمويل 35 مليون دولار مع مستثمرين آخرين في موقع للتواصل الاجتماعي للعملاء وهو Research Gate.

من الجدير بالذكر هنا أن نذكر إنشاء بيل غيتس لشركة تصميم المفاعل النووي التي أطلق عليها Terra Power.

يعتبر غيتس أكبر مالك خاص للأراضي الزراعية في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث تبلغ حيازته الإجمالية حوالي 242 فدان عبر 19 ولاية، وهو يحتل المرتبة 49 في العالم من حيث أكبر مالك خاص للأراضي.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على سيرة: هشام طلعت مصطفى

أهم المناصب والجوائز

صنفته مجلة تايم الأمريكية كواحد من أكثر 100 شخص مؤثرين في القرن العشرين، وبدايات القرن الواحد والعشرين، ونال العديد من الجوائز، كما تم ترقيته في مناصب عديدة.

في عام 1994م

حصل على لقب الرئيس التنفيذي العام من قبل مجلة Chief Executive Officers.

تم تكريمه من ضمن المتميزين في جمعية الكمبيوتر البريطانية.

في عام 1996م

تم انتخاب غيتس عضوًا في الأكاديمية الوطنية الأمريكية للهندسة، وذلك لمساهمته في تأسيس وتطوير الحوسبة الشخصية.

قام علماء الحشرات بتسمية ذبابة زهرة بيل غيتس تكريمًا له.

في عام 1998م

تم تعيينه كعضو فخري في جمعية المكتبات الأمريكية.

احتل المرتبة الأولى من “أفضل Cyber Elite 50” في قائمة تايم.

في عام 1999م

حصل على وسام رئيس معهد نيويورك للتكنولوجيا.

كما أنه احتل المرتبة الثانية في “Upside Elite 100”.

تم إدراج غيتس في قائمة لندن صنداي تايمز للسلطة.

في عام 2001م

تم تصنيفه كواحد من أفضل 100 شخص مؤثر في وسائل الإعلام.

حصل هو وزوجته على جائزة جيفرسون لأفضل خدمة عامة لصالح المحرومين.

في عام 2005م

أطلقت مجلة تايم على غيتس وزوجته كأشخاص نظرًا لجهودهم الإنسانية الخيرية.

حصل على وسام الفارس الفخري من أوسمة الإمبراطورية البريطانية من قبل الملكة إليزابيث الثانية.

في عام 2006م

حصل غيتس على المرتبة الثامنة في قائمة أبطال عصرنا.

نال جائزة جيمس سي مورجان الإنسانية العالمية، وهي تعد من جوائز التكنولوجيا.

حصل على وسام الصليب الأكبر للأمير هنري من قبل رئيس البرتغال سامبايو.

حصل هو وزوجته على Placard of the order of the Aztec Eagle وذلك لعملهم الخيري في جميع أنحاء العالم في مجالات الصحة والتعليم.

في عام 2007م

تم تعيينه أمينًا فخريًا لجامعة بكين.

في عام 2010م

حصل بيل غيتس على جائزة باور لقيادة الأعمال من معهد فرانكلين، وذلك لإنجازاته في مايكروسوفت، بالإضافة إلى أعماله الخيرية.

تم تكريمه بجائزة Silver Buffalo من قبل Boy Scouts of America وهي أعلى جائزة للبالغين، نظرًا لتقديمه خدمات للشباب.

وفقًا لمجلة فوربس الأمريكية، تم تصنيفه في المرتبة الرابعة كأقوى شخص في عام 2012م بعد لأن كان في المرتبة الخامسة في عام 2011م.

في عام 2016م

تم منحه أعلى وسام وطني في فرنسا.

تم منحه هو وزوجته وسام الحرية الرئاسي من الرئيس الأمريكي أوباما.

حصل بيل غيتس وزوجته على جائزة بادما بوشان، ثالث أعلى جائزة مدنية في الهند، نظرًا لعملهما الاجتماعي.

مؤلفات بيل غيتس

في عام 1995م نشر كتاب “الطريق إلى الأمام” تحدث فيه عن الآثار المترتبة على الثورة المعلوماتية.

في عام 1999م نشر كتاب “سرعة الفكر” ويناقش فيه كيفية تكامل الأعمال والتكنولوجيا، كما يوضح كيفية أن تساعد البنى التحتية الرقمية وشبكات المعلومات في الحصول على ميزة تنافسية.

في عام 2024م قد كتاب عن “كيفية تجنب الكارثة المناخية”، نقل فيه خلاصة معرفته عن دراسة تغير المناخ والابتكارات لمعالجة المشاكل المناخية.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على سيرة: سميح ساويرس

تحدثنا عن بيل غيتس أصغر ملياردير عصامي، وأهم رجال الأعمال المتميزين على مستوى العالم من الناحية الفكرية والعلمية في ثورة التكنولوجيا، وله بصماته الواضحة في مجال الاستثمار الاقتصادي، علاوة على شركة مايكروسوفت الرائدة والفريدة من نوعها.

التعليقات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.