حساب مرونة الطلب السعرية
يتعلق حساب مرونة الطلب السعرية بحركة البيع والشراء في الأسواق، فترتبط بمفاهيم اقتصادية متعددة منها قدرة المستهلك على الشراء ورغبته أيضًا علاوة على كون السلع التي يتزايد عليها الطلب هل هي من قبيل السلع الضرورية أم أنها تندرج تحت فئة الكماليات، ومن خلال موقع صناع المال سنشير إلى كيفية حساب مرونة الطلب السعرية مع توضيح بعض التفاصيل المتعلقة بها.
حساب مرونة الطلب السعرية
إن مرونة الطلب السعرية هي مقياس الكمية المطلوبة نسبة إلى السعر، بيد أن السعر إذا ارتفع في سلعة ما تنخفض الكمية المطلوبة منها، الأمر يرتبط بالقوة الشرائية لدى المستهلكين، حيث تقل كلما ارتفعت أسعار السلع، وعلى العكس من ذلك تزيد الكمية المطلوبة من سلعة ما إن كان سعرها منخفضًا.
مـــن هــــنــــا تعطي مرونة الطلب السعرية النسبة المئوية المعبرة عن التغير الحادث في الكمية المطلوبة من السبعة في حالة زيادة السعر بنسبة واحد، مع ثبات العوامل الأخرى، لذا تقوم المرونة السعرية بقياس دخل المستهلك.
مـــن هــــنــــا كان التباين في الطلب استجابة للتغير الحادث في السعر هو ما يعرف باسم مرونة الطلب السعرية، يمكننا القول لتوضيح المعنى أنه سعر السلعة المطلوبة بمقدار معين، على أن يتم حساب مرونة الطلب السعرية من المعادلة الآتية:
- مرونة الطلب السعرية = التغير النسبي في الكمية المطلوبة÷ التغير النسبي في السعر
- التغير النسبي في الكمية المطلوبة = التغير في الكمية المطلوبة ÷ الكمية المطلوبة قبل التغير
- التغير النسبي في السعر = التغير في السعر ÷ السعر قبل التغير.
اقرأ أيضًا: المرونة السعرية للطلب
مثال توضيحي على حساب مرونة الطلب السعرية
يمكن التطبيق على تلك المعادلة بمثال بسيط: في حالة كان سعر سلعة معينة ٤٠ جنيه وعند هذا السعر تم حساب الكمية المطلوبة منه فكانت ١٢٠ وحدة، ولكن ازدادت التكاليف على إنتاج تلك السلعة فزاد سعر الوحدة الواحدة إلى ٦٠ جنيه، مـــن هــــنــــا وجدنا أن انخفضت الكمية المطلوبة جراء ارتفاع السعر وأصبحت ٨٠ وحدة فقط عند هذا السعر.
بالتالي يمكن حساب مرونة الطلب السعرية من خلال النظر إلى التغير الحادث في كمية السلعة المطلوبة كان بطرح ١٢٠-٨٠ أي ما يعادل ٤٠ وحدة، بيد أن التغير الحادث في السعر كان ما يقرب من ٢٠ جنيه من خلال طرح ٦٠-٤٠، مـــن هــــنــــا نأتي بالنسب المئوية المعبرة عن ذلك التغير.
فتكون نسبة التغير في الكمية المطلوبة من السلعة تساوي ٣٣٪ بينما نسبة التغير في السعر تعادل ٥٠٪، بعدها نقوم بقسمة التغير في الكمية على التغير في السعر ليساوي ٥٠/٣٣ = ٠.٦٦ أي أنها أقل من الواحد الصحيح، فتكون مرونة الطلب السعرية تعني أن الطلب غير مرن على تلك السلعة.
على أننا نشير إلى النقاط التالية لمزيد من التوضيح:
- إشارة مرونة الطلب السعرية سالبة، هذا يعود إلى أن العلاقة بين الكمية المطلوبة والسعر من الأساس هي علاقة عكسية.
- عند إهمال الإشارة نجد أن القيمة المطلقة للمرونة تساوي صفر إن كان الطلب عديم المرونة.
- تكون أقل من الواحد إن كان الطلب غير مرن.
- تساوي الواحد إن كان الطلب متكافئ المرونة.
- كذلك إن كانت أكبر من الواحد فيكون الطلب مرنًا.
تأثير تغيرات السعر
بشكل عام ولتوضيح المزيد في مرونة الطلب السعرية نشير إلى أن أي تغير حادث في السعر سيؤثر بدوره على السلع غير المرنة، حيث ينتج عن زيادة السعر زيادة الإيرادات والعكس بصدد انخفاض السعر.
بينما نجد أن الزيادة في سعر الوحدة الواحدة من السلعة يؤدي بدوره إلى انخفاض الوحدات التي يتم بيعها واستهلاكها، بيد أن الانخفاض في سعر الوحدة الواحدة سيؤدي إلى زيادة عدد الوحدات التي يتم بيعها.
محددات مرونة الطلب السعرية
إن الأساس في تحديد مرونة الطلب السعرية هو رغبة المستهلك بالإضافة إلى قدرته على الشراء بعد تغيير السعر سواء بالزيادة أو النقصان، في إطار البحث عن أفضل بديل للشراء، على أن تلك العوامل التي تؤثر على مرونة الطلب السعرية تتضح في النقاط التالية:
1- مدى وجود بدائل
فكلما اقتربت البدائل من المستهلك كلما كان هناك زيادة في المرونة، بحيث يتسنى للمستهلك أن يقوم بالتبديل بين سلعة وأخرى، كذلك كلما كان تعريف السلعة أوسع كلما كانت المرونة في اتجاهها للنقصان.
مـــن هــــنــــا تنخفض مرونة الطلب في حالة السلع التي تقل البدائل فيها، فعلى سبيل المثال نرى أن الطلب مرن على أجهزة التلفزيون نظرًا لوجود بدائل، بيد أن المرونة تقل في حالة أجهزة الحاسوب لأن ماركاتها أقل، مـــن هــــنــــا كان هناك علاقة طردية بين المرونة وعدد البدائل المتوفرة من السلعة.
اقرأ أيضًا: الطلب والعرض في الاقتصاد الجزئي
2- نسبة الإنفاق إلى الدخل
فكلما زاد دخل المستهلك كلما زادت المرونة، نظرًا لزيادة قدرته على الشراء، فعند زيادة الدخل القومي يكون هناك اهتمامًا أكبر عند شراء سلعة ما.
كلما ازدادت النسبة المنفقة على السلعة مقارنة بدخل المستهلك كلما كانت المرونة متزايدة، فالإنفاق على ملح الطعام محدود لذا إن تضاعف سعره لا يزال يمثل نسبة منخفضة في دخل المستهلك.
3- السلع الضرورية والكمالية
على الجانب الآخر كلما كانت السلعة ضرورية وأساسية تقل المرونة تبعًا لذلك حيث تزيد الكمية المطلوبة منها تبعة لرغبة المستهلك دونما اعتبار إلى السعر، كالأدوية على سبيل المثال.
فعندما تنخفض أسعار الأدوية إلى النصف، هل هذا يؤدي إلى مضاعفة الكمية التي تطلب منها؟ بالطبع لا، فالسلع الضرورية تعد ضرورية وهذا أمر ثابت على اختلاف تغير العوامل الأخرى.
اقرأ أيضًا: معادلة تسعير المنتج
4- طول الفترة الزمنية
كذلك المدة لها دور في تحديد مرونة الطلب السعرية، فعلى سبيل المثال سلعة مثل الوقود نجد أن الاستهلاك قد يستمر على المدى القصير إن ارتفع السعر فجأة، بيد أن الأسعار إن ظلت مرتفعة على المدى البعيد سيقل ميل المستهلك إلى الشراء مـــن هــــنــــا يقل الطلب على تلك السلعة.
إن مرونة الطلب السعرية من المفاهيم الهامة في علم الاقتصاد والتجارة التي لا غنى عن معرفتها في إطار العلم بآليات حركة البيع والشراء.