كيفية إعداد الميزانية الشهرية للمشاريع
الميزانية الشهرية للمشاريع تعتبر أول خطوة يفكر في القيام بها صاحب العمل بعد مرحلة التفكير في المشروع نفسه، لأنها ضرورية للحفاظ على رأس مال المشروع والعمل على تحقيق الربحية أيضًا، ومن خلال موقع صناع المال سنقدم لكم كيفية إعداد الميزانية الشهرية للمشاريع والتي يجب أن تكون واقعية لضمان استمرارية المشروع.
إعداد الميزانية الشهرية للمشاريع
إن ميزانية المشروع هي عبارة عن وثيقة مالية تحدد النفقات التي تعتقد أنك ستنفقها على المشروع وكل النفقات المطلوبة لتسليم المشروع، ويتضمن إنشاء ميزانية المشروع:
- القدرة على تحديد كل العناصر التي ستكلفك أموال.
- بناء صورة كاملة لما تحتاجه في المشروع.
- واقعية المبالغ التي ستقوم بإدخالها في الميزانية.
أفضل طريقة يمكنك استخدامها للبدء في إعداد ميزانية المشروع هي أن تستخدم نموذج من على الإنترنت، عبارة عن قوالب جاهزة لكتابة التفاصيل التي تريدها، بدلًا من إهدار الوقت في إعداد جدول بيانات بشكل معقد.
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: كيفية إعداد الميزانية العمومية
عناصر الميزانية الشهرية للمشاريع
إذا كنت تخطط للقيام بمشروع ما يلزم معرفة الميزانية الشهرية للمشاريع، ويجب أن تعلم ما الذي يمكنك إدراجه في الميزانية.
أولًا: الإيرادات
تعتمد الإيرادات على حجم المبيعات التي قمت بها، فهي تشير إلى الأموال التي ينتجها مشروعك الخاص جراء العمل، ويجب أن تشمل الميزانية توقعات المبيعات المستقبلية للمشروع.
أنت تقوم في مشروعك بإدخال المصادر ورأس المال، وتنتظر الإيرادات، لذا فعليك أن توضح في الميزانية الخاصة بك توقعاتك للإيرادات المحتملة.
يمكنك القيام بمقارنة الإيرادات كل شهر حتى تقوم بإجراء التعديلات المطلوبة، كما أن مؤشر توقعك للإيرادات فيه دلالة على رشدك الاقتصادي كلما كان قريبًا من الواقع التطبيقي.
من الأفضل أن تجعل توقعاتك على أساس الحد الأدنى، حتى لا تنصدم بالنتائج، ربما حصولك على إيرادات أكبر من توقعاتك يعزز من ثقتك في نفسك وفي المشروع الخاص بك.
عليك أن تقدر حجم مبيعاتك بشكل دقيق، ولتعلم دائمًا أن الإيرادات ما هي إلا تقديرات رقمية بحتة بناءً على حجم مبيعاتك.
ثانيًا: التكاليف
فهي النفقات التي عليك الالتزام بدفعها حتى تحقق الإيرادات المنشودة، قد يكون للشركة أو المشروع طرق قياسية للتفكير في فئات التكلفة، ولكن بشكل عام هناك عدة طرق لتصنيف تكلفة مشروعك.
الطريقة الأولى
نقسم التكاليف إلى أربع أنواع:
- التكاليف المباشرة.
- التكاليف الغير مباشرة.
- تكاليف رأس المال.
- تكاليف التشغيل.
التكاليف المباشرة
تشكل الجزء الأكبر من المشروع، فهي ببساطة الأشياء التي يجب عليك شراؤها ودفع ثمنها من أجل الاستمرار في المشروع أو تطويره.
التكاليف الغير مباشرة
هي تكاليف ممارسة العمل التجاري، وترتبط باستمرارية فريق عمل المشروع، مثل الرواتب وتكاليف التأمين، فهي تكاليف امتلاك الموارد، وتشمل أيضًا تكلفة الإضاءة والتدفئة وغيرها، خاصة في المشاريع الجديدة.
تكاليف رأس المال
هي ما يتم دفعه عند شراء الأشياء الملموسة، قد تكون أصولًا لشركة، وهي بمثابة استثمار داخل مشروعك ستستفيد منه خلال سنوات استمرارية مشروعك.
تكاليف التشغيل
هي ما يتعلق بإدارة المشروع وفريق العمل، تشبه فئة التكاليف الغير مباشرة، يتم احتسابها بشكل مختلف عن النفقات الرأسمالية لأنها تصل إلى حسابات الربح والخسارة، وتشمل تكاليف الموظفين وتدريبهم إلى جانب أي رسوم صيانة ودعم روتيني.
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: الفرق بين ميزانية البنك والشركة
الطريقة الثانية
تقسيم التكاليف تبعًا لأغراض إنشاء الميزانية إلى:
- تكاليف تسليم المشروع: هي كل التكاليف التي ينبغي عليك دفعها حتى تجعل المشروع قابل للبدء، بتحديد تكاليف كل جزء من العمل المتعلق بالتسليم، وإذا كان المشروع صغير نسبيًا تكون التكاليف بسيطة والعكس صحيح.
- تكاليف إدارة المشروع: تتعلق بتكاليف التشغيل بما فيها الموظفين والأشياء الإدارية، والتراخيص وبرامج الإدارة.
بمجرد إتمام التكاليف الخاصة بالمشروع، عليك حساب كل النفقات الشهرية التي ستقوم بدفعها على الدوام، فهناك تكاليف لا تُدفع سوى وقت إنشاء المشروع فقط، أما التكاليف التي يجب أن تقوم بحسابها مع الإيرادات لحساب الربحية هي التكاليف الشهرية الثابتة والمتغيرة مثل:
- ثابتة مثل الإيجار والضرائب والتأمينات والفواتير.
- المتغيرة تكون حسب المنتج الخاص بالمشروع، مثل شراء عدد مختلف من السيارات شهريًا إذا كان مشروعك هو تجارة السيارات مثلًا.
- رواتب الموظفين تعتبر من التكاليف الشبه متغيرة، لأنها قد تزيد حسب ساعات العمل الإضافية.
ثالثًا: الأرباح
هدف المشروع الأساسي هو تحقيق نسبة من الأرباح، فيمكنك البحث عن مستشار مالي على الإنترنت مثلًا ليحدد لك ما الذي ينبغي أن تحققه من أرباح بناء على معرفة نفقاتك وإيراداتك.
هامش الربح يساوي مجموع الإيرادات مطروح منها مجموع النفقات، فبالتالي:
- إذا كانت الإيرادات = النفقات
تكون بذلك حققت الاكتفاء الذاتي، ولكن لا يوجد نسبة أرباح، فيجب هنا أن تُجري تعديلًا إما أن تعمل على تقليل قدر الإنفاق أو إيجاد طرق لزيادة الإيرادات، حتى تحقق الربح المنشود.
- إذا كانت الإيرادات أصغر من النفقات
يكون الربح بالسالب في معنى أن نكون في حالة عجز في الميزانية، فيجب أن تبحث سريعًا عن الخلل الموجود لتقوم بعلاجه، لأن هذا لا يعني عدم تحقيق أرباح فقط بل يعني أنك في طريقك إلى خسارة المشروع.
- إذا كانت الإيرادات أكبر من النفقات
يكون الربح بالموجب، بذلك يصبح مشروعك محققًا للهدف، فالفائض الفارق بين مجموع النفقات والإيرادات يعتبر الربح الذي حققه.
مثال: تحقق هامش ربحي 5% إذا كانت نفقات المشروع 50 ألف، وإيراداته 55 ألف، وهكذا.
في النهاية يجب أن تكون تقديراتك في الميزانية مناسبة للتقديرات الواقعية حتى تكون الميزانية سليمة يمكنك الاعتماد عليها.
فبعد أن تقوم بحساب النتائج الفعلية يجب أن تقارنها بما وضعته من تقديرات في الميزانية وتلاحظ الفرق بأن تطرح النتائج المقدرة من الفعلية.
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: الفرق بين الميزانية العمومية والمركز المالى والموازنة
نصائح لضمان نجاح الميزانية الشهرية للمشروع
في إطار حديثنا عن ميزانية المشروع نذكر أنه من المهام التي يجب أن تتبعها حتى لا يحدث خلط أو خلل في ميزانية المشروع الخاص بك:
- أن يفضل صاحب المشروع ماله الخاص عن رأس مال المشروع، حتى لا تختلط الأمور ويتعرض لخسارة في أمواله الشخصية.
- يجب الاحتفاظ بأي فواتير أو مستندات لدفع التكاليف حتى يرجع لها في وقت الحاجة كإجراء التعديلات أو الاستعانة بتفاصيل البيانات.
- الالتزام بالخطة الاستراتيجية المتبعة في المشروع، حتى يتم تشخيص أسباب فشلها إن فشلت.
الهيكلة النموذجية للميزانية الشهرية للمشروع
قبل أن تقوم بإعداد الميزانية عليك أولًا من معرفة سبب تأسيسك للمشروع، ومهما كان الشكل الذي تود استخدامه لإعداد الميزانية الخاصة بك المهم أن تكون تجيد استخدامه باستفادة.
تحقق من أنك لا ترتكب أي أخطاء في الصيغ والأرقام في حساب عناصر الميزانية من مبيعات وتكاليف.
كن على استعداد لحالات الطوارئ وللغير متوقع دائمًا فيجب أن تدرجها في حساباتك، كما يجب أن تكن على استعداد لدفع الضرائب حسب نوعها وحسب نوعية المنتج أو الخدمة التي تقدمها في مشروعك.
لا تختلف ميزانية المشروع كثيرًا عن ميزانية الأسرة، باستثناء أن الأرقام والمعاملات المالية تكون أكبر، لذا يجب أن تتبع نفقاتك في المشروع باستمرار.
فوائد تتبع نفقات عملك
إذا كنت من أصحاب الأعمال، يجب أن تتبع نفقاتك المالية حتى لا تتفاجأ بموسم الضرائب مثلًا، فرغم كون تتبع النفقات من المهمات الأساسية العادية إلا أنه مفيد جدًا حيث:
- يقوم تتبع النفقات بتحسين إدارة الأموال الخاصة بك في المشروع، خاصة إذا كان التدفق النقدي كبير.
- يساعد في التحكم في التكاليف ومعرفة ما الذي تنفق أموالك عليه وما هو مقدار الإنفاق، فتكون أكثر وعيًا والتزامًا بميزانيتك الشهرية.
- لا يساعدك تتبع نفقاتك على توفير المال فقط، بل العمل على استثمار صافي أرباحك في مجالات العمل الأخرى.
- من خلال الاحتفاظ بسجلات الفواتير بشكل دقيق، سيكون لديك كل شيء جاهز في الوقت المناسب للموسم الضريبي، فتكون أقل مخاطرة بخسارة أموالك.
- يحدد تتبع النفقات مدى ربحية المشروع الخاص بك بشكل سريع عن طريق حساب الفارق بين الإيرادات والنفقات، فالعديد من أصحاب الأعمال يبذلون جهد كبير في حساب الربحية لأنهم لا يمتلكون سجلات الدخل والإنفاق، وربما يعتقدون أن أعمالهم أكثر ربحية مما هي عليه في الواقع.
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: ما الفرق بين قائمة الدخل والميزانية العمومية ؟
بعد أن تحدثنا عن كيفية إعداد الميزانية الشهرية للمشاريع نشير أن الميزانية التي يتم إعدادها بشكل جيد وواقعي تعتبر ضرورية لنجاح المشروع دون التعرض للخسائر الناجمة عن عدم مطابقتها للواقع العملي، فهي بمثابة المرشد لتعديل نفقات المشروع أو تحجيمها أو العمل على زيادة إيراداته.
محتوى قيم شكرا لكم.