إيجابيات وسلبيات الرقمنة
إيجابيات وسلبيات الرقمنة تتبين حسب استخدامها، لأن العالم خلال الوقت الحالي يشهد تطورًا إلكترونيًا عظيمًا، وعلى المجتمع أن مواكبته واستخدام الأصول الرقمية من أجل زيادة كفاءة العمل، ويحاول موقع صناع المال توضيح مزايا وعيوب هذا التطور.
إيجابيات وسلبيات الرقمنة
الرقمنة هي تحويل الأعمال في القطاعات المختلفة بصورة رقمية، أي الاعتماد على التكنولوجيا لإنجاز المهام المتعددة بطريقة سهلة بدلًا من التوجه إلى المؤسسات وتقديم أوراق ومستندات ورقية على أرض الواقع، ونتيجة لقدرتها في إنجاز المهام وتحليل البيانات بكميات هائلة كانت قادرة على الانتشار بطريقة سريعة.
أولًا: إيجابيات الرقمنة
خلال الرحلة الطويلة التي بدأت منذ عقود لإدخال التكنولوجيا على الأعمال التجارية المختلفة تمكن المختصيين من تحديد إيجابيات التحول الرقمي لاسيما في فترة الكوفيد التي أجبرت العالم عن تبديل حياته لتصبح على الواقع الافتراضي.
1- زيادة الكفاءة الفعالة
تعمل على زيادة الكفاءة من خلال تحليل البيانات بدقة شديدة، وإتمام العمليات المختلفة دون وجود نسبة خطأ كبيرة، والذي بدوره يقلل من تعرض المؤسسات إلى المخاطر المختلفة، ويزيد الأمر تدريجيًا من إنتاجية الشركات إلى أن يصل للنتائج المرجوة.
2- تخزين البيانات
يمكن من خلال الرقمنة تخزين البيانات المختلفة بكميات كبيرة دون الخوف من تلفها أو فقدنها، كما يمكن تحويلها إلى تنسيقات مختلفة مما يسهل على المستخدمين فهم المعلومات، واستخدامها بطرق يسيرة.
كما أنها تساعد على تحليل البيانات الهائلة المتولدة من أجل اتخاذ قرارات مستنيرة وجيدة في المجالات المختلفة لاسيما في قطاع الأعمال، والتجارة، والطب.
3- الوصول إلى المعلومات
الرقمنة تجعل الجميع قادرين على الوصول إلى المعلومات المختلفة في آن واحد، وهي ميزة جيدة لقطاع الأعمال بشكل عام، حيث إن التوصول إلى الأهداف يكون سهل وسلسل بجانب إمكانية مشاركة المعلومات بشكل فوري مع عدة مستخدمين.
4- الابتكار والإبداع
تساعد الأدوات الرقمية على تحسين الابتكار، والإبداع عن طريق المنصات المختلفة، والتي منها إنتاج الموسيقى، والفن الرقمي، وتطوير البرمجيات.
5- العمل بمرونة
توفر الرقمنة العمل بمرونة من خلال الحد من التنقل إلى الأماكن المختلفة، وإتمام المهام عن بعد لتجنب تأخيرات التسليم أو فقدان الأوراق، وغيرها من الأمور المشابهة.
6- تحسين الأمان
لها القدرة على الحفاظ على سرية البيانات، وعدم الدخول إليها إلا من قبل الأشخاص المصرح لهم، لتجعل عملية تخزين البيانات آمنة.
اقرأ ايضًا: الفرق بين الرقمنة والتحوُّل الرقمي
ثانيًا: سلبيات الرقمنة
على الرغم من إيجابيات الرقمنة وقدرتها على النهوض بالمجتمعات وتحسين حياة الشعوب بكل وضوح، إلا أنها سلاح ذو حدين.. فلها سلبيات تكون سببًا في عدم المساواة، وتفاقم الأوضاع سوءً.
1- الفجوة الرقمية
ليس جميع البشر حول العالم قادرين على الوصول إلى التقنيات الرقمية، والتمتع بالإنترنت، ليكون ذلك سببًا لظهور عدم المساواة الاجتماعية والاقتصادية لبعض البلدان.
2- التعرض إلى القرصنة
على الرغم من مدى قوة حفظ البيانات الرقمية.. إلا أنها تكون في بعض الأوقات عرضة للقرصنة، والانتهاكات من قبل البعض، ليثير ذلك خوفًا في نفوس الكثيرين من وصول أشخاص غير مرغوب بهم إلى بياناتهم الحساسة.
3- الاضطرابات الفنية
إذا تعرضت البيانات إلى قرصنة من قبل شخصِ ما، يكون ذلك دليلًا على شلل المؤسسة بأكملها، وتوقف الموظفين عن الإنتاج، أي إن الاعتماد بشكل مفرط وكامل على التكنولوجيا ليس حلًا جيدًا كونه محفوف بالمخاطر.
4- الإرهاق الرقمي
توليد كم هائل من البيانات دون توقف يؤدي إلى الإرهاق الرقمي، وهي احتمالية قطع الاتصال، للحصول على الراحة نتيجة زيادة الكم.
5- فقدان العنصر البشري
الاعتماد على الرقمنة بشكل تام يكون سببًا لاختفاء العنصر البشري من العمل بصورة ملحوظة، ويجعل القائمين على الأعمال يعانون انخفاض التواصل والتفاعل بين الأشخاص.. كما أن الاعتماد عليها يسبب اختفاء بعض الوظائف من الشركات، والذي بدوره يزيد من الباطل.
تعتبر من إيجابيات وسلبيات الرقمنة في آن واحد كونها تزيد من جودة المنتجات المقدمة إلا أنها تزيد من نسبة الباطلة أيضًا.
6- الأثر البيئي والحمل الزائد
تؤثر الرقمنة على البيئة بشكل سلبي نتيجة زيادة النفايات الإلكترونية، والذي يؤدي إلى اضطرابات خطيرة.
كما أن كمية المعلومات المدخلة على النظام تؤدي إلى اضطرابات.. مما يخلق صعوبة في تمييز المصادر الموثوقة من المصادر المضللة، والتي تعود بدورها بالضرر على الشركات، وإنتاجها.
اقرأ ايضًا: هل تطبيق رقمن موثوق
محاور استراتيجيات الرقمنة
تحتاج المؤسسات من أجل التكيف مع التطور الحالي في عالم التكنولوجيا إلى تطوير استراتيجية واضحة تحدد من خلالها المجالات الرئيسية للتحول الرقمي، واختيار التقنيات المناسبة، وخلال التعرف على إيجابيات وسلبيات الرقمنة يمكن إلقاء نظرة على المحاور الاستراتيجية لها والتي تتمثل في:
1 – تجديد بيئة العمل
يجب تحديث بيئة العمل في الشركات لتكون العلاقة بين القوى العاملة قائمة على التعاون والمشاركة والاستقلالية في آن واحد، لتستخدم تلك الأمور لإنتاج منتج مناسب للعملاء بسرعة فائقة.
كما يلزم مساعدة الموظفين على التكيف السريع مع التطورات المتغيرة في عالم الأعمال.
2 – تحديث البرمجيات
البرمجيات تساعد على تحقيق الأهداف من خلال تعزيز عمليتي التخطيط والتمويل، وزيادة كفاءة العمليات، لتضمن توفير متطلبات العملاء بسرعة طبقًا لرغباتهم.
3- تعزيز عمليتي الابتكار والإبداع
دومًا ما يكون الابتكار هو الحل من أجل مواجهة التقلبات التي تحدث في الأسواق، حيث يساعد الابتكار على التعامل بمرونة مع المواقف المختلفة من أجل تحقيق أهداف المؤسسة في النهاية.
لذلك يجب تشجيع العاملين في الشركة على الابتكار، وإعطاء حلول إبداعية للمشاكل، لتتمكن المؤسسة في النهاية من للتطوير من آرائهم لتحقيق المزيد من النجاح.
4- تطوير الخدمات
تتبنى أغلب الشركات منهجًا خاطئًا من أجل اجتذاب العملاء، والحصول على رضاهم.. حيث تبدأ في تطوير الأساليب التي تساعدها على تقديم خدماتها بسرعة فائقة بأقل التكاليف دون الانتباه إلى جودة المنتجات المقدمة.
تغير الأمر كثيرًا الآن.. حيث استخدمت التكنولوجيا في الأعمال المختلفة للمؤسسات من أجل تعزيز التحول الرقمي والذي بدوره يساعد على تقديم منتجات عالية الجودة بتكاليف قليلة وفي وقت قياسي.. وبالتالي ينال استحسان العملاء ويعود الأمر على الإيرادات بالإيجاب.
أنواع التحول الرقمي
التحول الرقمي قسم إلى أربعة أنواع أساسية ليشمل الجوانب المختلفة في المجتمع، ويجب الإلمام بهم خلال التعرف على إيجابيات وسلبيات الرقمنة، وهي:
1 – التحول التنظيمي
التحول التنظيمي أو الثقافي للرقمنة هو تغيير يجرى في ثقافة المؤسسات من خلال تبني منهجيات جديدة داعمة وتغيير أساليب وممارسات العمل داخلها بمساعدة القوى العاملة.
كما يجب على المؤسسة تبني كفاءات جديدة يملكون خبرة جيدة في التحول الرقمي، للتأكد من نجاح التجربة النهائية.
2- تحويل نموذج العمل
يُستخدم نموذج العمل لاستبدال الممارسات القديمة بأخرى جديدة قائمة على التقنية الرقمية، لإنتاج خدمة أو منتج جديد غير متواجد في الأسواق وبالتالي يعود النجاح الباهر على الشركة بل يخلق لها ميزة تنافسية بين نظائرها.
3- تحويل المجال
عندما تريد الشركة الوصول إلى مستوى أعلى في مجالها تبدأ في البحث عن تقنية جديدة من أجل تطبيقها، لإنتاج منتج جديد يلبي حاجة العملاء.. وليس شرطًا أن تكون الخدمة الجديدة المقدمة مماثلة لتخصصات الشركة، بل يمكن أن يكون حقلًا جديدًا عنها.
على سبيل المثال.. تمكنت شركة أمازون العالمية من تطبيق تحويل المجال من خلال إصدار منصة أمازون برايم Amazon Prime وهي منصة إلكترونية تمكن المستفيدين من الوصول إلى منتجات أخرى لا تتواجد على المنصة الأساسية.
4- تحويل عمليات الأعمال
يطور هذا النوع العمليات الداخلية من خلال تطبيق تقنيات تكنولوجيا جديدة تؤثر بدورها على جودة المنتجات إلى الأفضل وتعزز من الكفاءة الإنتاجية، وسلسلة التوريد.
الاعتماد على هذا النوع من التحول الرقمي يقلل من التكاليف الباهظة للشركة، ويوفر المال.. ما ينتج عنه تقليل مهام الموظفين وتعزيز إنتاجيتهم.
أشهر تقنيات التحول الرقمي
تعددت تقنيات التحول الرقمي المستخدمة في المؤسسات والشركات المختلفة التي تؤثر بدورها على زيادة الكفاءة والإنتاجية، ومن أشهر ما يستخدم:
1 – تطبيقات الجوال (Mobile apps)
تعمل التطبيقات على إتمام المهام المختلفة في وقت قصير، ولضمان سرعة العمل ينصح بإدراج التقنيات التخزين السحابي، وتكون مفيدة في:
- الاتصال المباشر بمقر الشركة من خلال بروتوكول الإنترنت.
- عقد اجتماعات العمل عن بعد، والتواصل مع الموظفين والعملاء في آن واحد.
- تسهيل الخدمات الفورية، والمصرفية.
- استخدام الرقمنة في متابعة حالات المرضى من خلال أجهزة الاستشعار عن بعد.
اقرأ ايضًا: هل مسموح تداول العملات الرقمية في السعودية
2- الحوسبة السحابية (Cloud technology)
تستخدم داخل الشركات من أجل الحفاظ على البيانات المختلفة، ويمكن أن تتواجد على خادم واحد أو أكثر من خادم سواء كانوا متصلين أو منفصلين عن موقع الشركة، ويتم استخدام الحوسبة السحابية بعدة طرق ومنها:
- استضافة المواقع.
- الاستعانة بخبرة الفرق العالمية من خلال مشاركة البنية التحتية للبرامج.
- تمكن الموظفين من الوصول إلى برامج المؤسسة بسهولة.
- الاحتفاظ بنسخ احتياطية من بيانات الشركة.
3- الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي Artificial intelligence and machine learning) AI & ML)
على الرغم من اختلاف الذكاء الصناعي عن التعلم الآلي إلا أنه يتم استخدامهما معًا.. فالتعلم الآلي يعمل على تنفيذ عمليات الذكاء الاصطناعي، ويحاول تطويرها.. وساعدت هذه التقنية على التوسع في الأسواق بصورة كبيرة، ومن القرارات الملائمة لهذه التقنية:
- الروبوتات الآلية للدردشة.
- طائرات المراقبة بدون طيار.
4- تحليل البيانات الضخمة (Big Data Analytics)
تستخدم الرقمنة الآن من أجل تحليل البيانات الكبيرة المعقدة، ويكون الهدف منها هو استخراج الاتجاهات الكامنة، والأنماط المختلفة من أجل إصدار القرارات الاستراتيجية الهامة.
5- إنترنت الأشياء (Internet of things)
إنترنت الأشياء هو المستشعرات والأجهزة المتصلة بالإنترنت، ويمكن من خلاله مراقبة العمليات المختلفة والتحكم بها، ومنها:
- متابعة كاميرات الأمان.
- مراقبة خطوط الإنتاج والجودة.
- التحكم في المعدات وعمل صيانة لها.
- الخدمات اللوجستية.
6- تحليل البيانات الفعلي (Real-time analytics)
التحليل الفعلي للبيانات عن طريق الذكاء الصناعي والتعلم الآلى يحسن من جودة تجارب العملاء، ويزيد من كمية الإيرادات، بالإضافة إلى التنبؤ بعمل صيانات وقائية للمعدات المختلفة.
7- تطبيقات الواقع الافتراضي
تستخدم تطبيقات الواقع الافتراضي، والواقع المعزز من أجل إنشاء تجارب مثيرة للاهتمام ومطورة.. الواقع الافتراضي يوفر تجارب فعلية تقوم على محاكاة بيئات واقعية.
يعمل الواقع الافتراضي المعزز على إضافة عناصر رقمية إلى البيئة الواقعية من خلال استخدام التقنيات المطورة، ويهدف الأمر إلى تحسين التفاعل مع عملية الرقمنة، وزيادة كفاءة تجربة المستخدم.
8- بلوكشين (Blockchain)
بلوكشين هي صفوف من البيانات في دفتر أستاذ رقمي.. أي أنها سجلات موثوقة يمكن مشاركتها عبر شبكات الكمبيوتر وإجراء المعاملات المختلفة عن طريقها.
يتيح بلوكشين إمكانية إدارة البيانات بشكل دوري بجانب تتبع سلاسل التوريد.. والآن يمكن استخدامها من أجل تبادل العملات الرقمية الشهيرة ومنها Bitcoin، أو بيع الرموز غير القابلة للاستبدال ومنها (NFTs).
9- الحوسبة اللامركزية (Decentralized Computing)
تستخدم الحوسبة اللامركزية لجعل البيانات والعمليات المختلفة تتم على عدة أجهزة إلكترونية متصلة بالشبكة وليس على جهاز، ويهدف هذا الأمر إلى زيادة أمان البيانات وشفافية للعمليات، ويزيد من مقاومتها للاختراق أو التهديدات الرقمية.
الرقمنة سلاح ذو حدين على الرغم من مزاياها المختلفة إلا أن سوء التعامل معها يكون سببًا في هلاك المؤسسات والمجتمعات.. فيجب الموازنة بين إيجابيات وسلبيات الرقمنة للوصول إلى الهدف منها بشكل ناجح.