زكاة المال والذهب: شروطها، مقدارها، ومستحقيها
تُعد الزكاة الركن الرابع من أركان الإسلام، وهي فريضة مالية تُفرض على المسلم الذي يمتلك النصاب الشرعي وتُخرج لمساعدة الفقراء والمحتاجين، كما أنها تطهّر المال وتزكيه. في هذا المقال من موقع صناع المال، سنتناول بالتفصيل نصاب زكاة المال والذهب، وطريقة حسابها، والفئات المستحقة لها.
الدليل الشرعي على فرض الزكاة
الزكاة فرضت في الإسلام بدليل من القرآن الكريم والسنة النبوية، حيث قال الله تعالى في كتابه الكريم:
﴿وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ﴾
(سورة البقرة: 43)
كما قال النبي ﷺ:
“بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلًا”
(متفق عليه).
شروط وجوب زكاة المال والذهب
لكي تكون الزكاة واجبة، يجب أن تتحقق عدة شروط في المال الذي يملكه الشخص، وهذه الشروط هي:
- الإسلام: الزكاة فرض على المسلمين فقط.
- الحرية: يجب أن يكون المالك للمال حرًا وليس عبدًا.
- التملك الكامل: لا تُفرض الزكاة إلا على المال الذي يملكه الفرد ملكًا تامًا.
- بلوغ النصاب: يجب أن يصل المال إلى الحد الأدنى (النصاب) الذي حدده الشرع.
- حولان الحول: مرور عام هجري كامل على المال قبل إخراج الزكاة.
- أن يكون المال زائدًا عن حاجة الإنسان الأساسية مثل الطعام والملبس والمسكن.
أنواع زكاة المال والذهب
الزكاة تشمل العديد من الأموال والممتلكات، ومنها:
1. زكاة الذهب والفضة
- نصاب الذهب: 85 جرامًا من الذهب عيار 24.
- نصاب الفضة: 595 جرامًا من الفضة.
- مقدار الزكاة: 2.5% من إجمالي الذهب أو الفضة عند مرور سنة عليه.
مثال لحساب زكاة الذهب:
إذا كان لديك 100 جرام ذهب، والزكاة المفروضة هي 2.5%:
100 × 2.5% = 2.5 جرام ذهب
يتم إخراجها نقدًا أو ذهبًا.
2. زكاة المال النقدي
- النصاب المالي يعادل 85 جرامًا من الذهب أو 595 جرامًا من الفضة.
- مقدار الزكاة: 2.5% من المبلغ الإجمالي إذا بلغ النصاب.
- مثال: إذا كان لديك 100,000 جنيه ومرّ عليه الحول:
100,000 × 2.5% = 2,500 جنيه زكاة.
3. زكاة الزروع والثمار
- الزكاة واجبة على المحاصيل التي تصل إلى 653 كيلو جرامًا.
- إذا كانت تُروى بالمطر: 10% من المحصول.
- إذا كانت تُروى بالآبار أو الري الصناعي: 5% من المحصول.
4. زكاة عروض التجارة
- تشمل أي أموال مخصصة للبيع والتجارة.
- يتم إخراج 2.5% من قيمة رأس المال التجاري بعد جرد البضائع في نهاية العام.
- يجب تقدير قيمة البضائع بالسعر الحالي في السوق.
طريقة ضم الذهب إلى المال في حساب الزكاة
يجب ضم الذهب إلى المال عند حساب الزكاة إذا لم يبلغ أحدهما النصاب بشكل منفصل، ويتم الحساب وفقًا للآتي:
- إذا كان لديك 70 جرامًا من الذهب وأموال نقدية تساوي 30 جرامًا من الذهب، فيتم جمعهما ليصل المجموع إلى 100 جرام ذهب، مما يعني وجوب إخراج الزكاة.
- يتم إخراج 2.5% من المجموع النهائي.
الفئات المستحقة للزكاة
حدد الله الفئات المستحقة للزكاة في قوله تعالى:
﴿إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾
(سورة التوبة: 60)
وتشمل هذه الفئات:
- الفقراء: من لا يجدون قوت يومهم.
- المساكين: من لديهم دخل لكنه لا يكفي حاجاتهم.
- العاملون على الزكاة: الأشخاص المكلفون بجمع وتوزيع الزكاة.
- المؤلفة قلوبهم: الذين دخلوا الإسلام حديثًا ويحتاجون دعمًا.
- في الرقاب: تحرير العبيد والأسرى.
- الغارمون: من تراكمت عليهم الديون ولا يستطيعون سدادها.
- في سبيل الله: دعم الجهاد ونشر الدعوة الإسلامية.
- ابن السبيل: المسافر الذي انقطعت به السبل.
حكم تأخير إخراج الزكاة
يجب إخراج الزكاة فورًا عند حلول موعدها، وتأخيرها بدون سبب شرعي غير جائز. أما إذا كان التأخير بسبب عدم توفر السيولة أو البحث عن المستحقين، فيجوز التأخير بقدر الحاجة.
خاتمة
الزكاة ليست مجرد فرض مالي، بل هي عبادة روحية واقتصادية تهدف إلى تحقيق التكافل الاجتماعي، وتقليل الفجوة بين الأغنياء والفقراء. يجب على كل مسلم الحرص على إخراج زكاته في وقتها، والتأكد من وصولها إلى المستحقين، لضمان البركة في المال والنفس.
